Wednesday, January 1, 2014

يا مُفَتح الأبواب


عام جديد وتقويم للجدار جديد اخترته كما اعتدت كل عام بعناية خاصة. هذا العام يحمل التقويم صورا للأبواب. تنشأ في العادة بيني ويبن الأشياء علاقات خاصة..تحتفظ لي بذكرى أو تمنحني أملا أو تدخل إلى قلبي بهجة.. من بين تلك الأشياء التي تأسرني الأبواب.. أحب الأبواب الخشبية القديمة ذات المقبض الواحد على شكل حلقة متدلية، والأبواب المبهجة الألوان كتلك التي تجدها في توسكانا بإيطاليا أو باليونان، والأبواب الخشبية للمساجد العريقة ذات الزخارف الإسلامية المحفورة بعناية فائقة. وللأبواب في الوجدان الإنساني رمز خاص.. فالباب هو مدخل للأمل والرزق.. والباب المفتوح هو رمز للحرية والإمكان.. والباب المغلق هو جُل ما يخشاه الإنسان ويهابه..وفي الأعمال الروائية التي تتخذ من الأبواب رمزا..تجد أن الشخصيات التي تهاب الخروج من الأبواب أو الردهات المؤدية إليها هي شخصيات تهاب العالم وما تحمله الأبواب خلفها..أما الشخصيات التي ترغب في المعرفة وترك بصمتها الخاصة فالبرغم من الرؤية المحدودة التي تمنحها لها الأبواب إلا أنها لا تهاب أن تدلف منها.


وأنا استقبل العام الجديد اتذكر أبواب الأمنيات والرغبات التي طرقتها على مدار سنوات العمر.. ربما لم ينفتح أيا منها باتساع أمامي، هذا بخلاف ما استعصى على الفتح، إلا أن كلا منها قد حمل لي معنى أو معرفة أوخبرة أو عبرة ما.. ومازلت بالرغم من كل شئ أطرق الأبواب بذات الشغف والأمل الأول..
 
ادعوا الله أن يفتح هذا العام أبواب الأمل أمام كل ضائق، وأبواب الرزق أمام كل محتاج، وأبواب الشفاء أمام كل مريض، وأبواب الرضا أمام كل سقيم، وأبواب الإيمان أمام كل ضليل.. يا مُفَتح الأبواب يا الله..