|
اللوحة للفنان التشكيلى المصرى صلاح عنانى |
صدر كتاب أبناء رفاعة .. الثقافة و الحرية للكاتب و الأديب بهاء طاهر فى طبعته الأولى عام 1993 أى منذ ثماني عشرة سنة . لم أقرأ الكتاب عند صدوره ، لكنى سمعت عنه و بدأت فى قراءته – ضمن خطة للقراءة فى عدة موضوعات - مع بداية بحثى الشخصى منذ بضع سنوات عن إجابات لأسئلة عن الدين و التفكير والتكفير و من هو المثقف و ما دوره و العلاقة بالآخر و أخيرا و ليس أخرا ذلك الموضوع الشائك المرأة.
يقدم الكاتب بسرده التحليلى للتاريخ دفاعا عن قادة التنوير فى مصر الذين تعرضوا لهجوم عنيف طال من سمعتهم وإيمانهم ، و شوهت أفكارهم من قبل تيارات تعتمد فى أسلوبها على إرهاب الفكر و الضمير، دون أى قدرة حقيقية على مواجهة الفكر بالفكر و تقديم مشروع نهضوى إنسانى يحمل فى طياته سماحة الإسلام و رسالته الفكرية العظيمة كالمشروع المصرى التنويرى الذى قادته أسماء مثل رفاعة الطهطاوى و على مبارك و عبد الله النديم والشيخ محمد عبده و قاسم أمين و الشيخ مصطفى عبد الرازق و طه حسين و أحمد أمين و الشيخ أمين الخولى و غيرهم من مفكرى مصر العظام.
نبه بهاء طاهر إلى خطورة ما يحدث من تشويه لما حققه هؤلاء الرواد فى الحياة الثقافية و الاجتماعية بل و السياسية فى مصر عام 1993 و بعد هذا التاريخ بحوالى تسع سنوات واجهنى أحد أقربائى - عند زيارته لى- برأيه أن مكتبتى الشخصية أنا و زوجى تحوى كتبا لأعداء الإسلام و تحديدا ( طه حسين و نجيب محفوظ ). لم أفهم كيف من كتب (الوعد الحق) و (على هامش السيرة ) و (الشيخان) يصبح عدوا للإسلام ؟ و بالرغم من كل ما أثير حول نجيب محفوظ و روايته ( أولاد حارتنا ) فإن عملا (كأصداء السيرة الذاتية) لا يكتبه إلا رجلا زاهدا ..عابدا.. متصوفا. و تشهد مصر فى الفترات الأخيرة انتشارا ملحوظا للفكر السلفى فيصبح قاسم أمين عدو المرأة الأول لمطالبته بسفورها و خروجها للعمل. أظهر المشهد الاجتماعى و الثقافى المصرى خلال الثورة و بعدها مقدار الخلل الذى أحدثته سنوات حكم مبارك و من حكم قبله من العسكر فى الروح المصرية و مقدار ما خسرته من مكاسب حققتها بفضل هؤلاء الرواد . فعلى طريقة " مالك رقاب الأمم و ملجأ العرب و العجم اللهم أدم ملكه و اجعل الدنيا بأسرها ملكه " التى ذكرها بهاء طاهر ليدلل على الصورة التى كان يخاطب بها و بنظر بها المصريون إلى حاكمهم العثمانى قبل حركة التنوير، و جدنا من يلقب مبارك بالأب الذى وجب طاعته و احترامه بل و التعاطف معه. ووجدنا من يستنكرعلى هؤلاء الشباب مطالبهم على غرار أن " أهل مصر لا يمكن أن يحكموا أنفسهم بأنفسهم" و هى الفكرة التى كان يؤمن بها مؤرخ و مثقف مثل الجبرتى مما يدل على ثقافة العصر فترة الحكم العثمانى/المملوكى لمصر كما جاء بالكتاب .
نتذكر جميعا الحوار الشهير الذى درسناه فى كتب التاريخ بين الخديو توفيق و الثائر المصرى أحمد عرابى ، الذى يقول فيه الأول للثان
- لقد ورثت أنا ملك هذه البلاد عن آبائى و أجدادى و ما أنتم إلا عبيد إحساناتنا.
فجاء رد عرابى مدويا : و الله الذى لا إله إلا هو لقد خلقنا الله أحرارا و لم يخلقنا تراثا و عقارا ، و الله إننا لن نورث و لن نستعبد بعد اليوم.
يرى طاهر أن هذه اللغة التى تختلف جذريا عن لغة " مالك رقاب الأمم " هى نتاج جهد نوع آخر من المثقفين بشروا بالحرية و علموها لشعبهم فأينعت جهودهم ثمارا فى أقل من قرن واحد من الزمان. يرتكز تحليل الكاتب على أن تلك الجهود أثمرت لسببين رئيسيين: الأول ربط أفكار مثل الحرية و المواطنة والمساواة و نبذ السلطة الدينية بقيم التراث اللإسلامى فشعر الشعب أن هذه الأفكار و غيرها ماهى إلا امتداد لقيم متأصلة فى عقيدتهم. فلم يسقط الرافد الغربى – وهو مؤثر هام من مؤثرات التغيير الثقافى فى مصر – فى أرض جرداء على حد قول طاهر. فالرجل الذى تدين له مصر بالفضل الأكبر فى نهضتها التعليمية و الثقافية و هو رفاعة الطهطاوى كان ابنا من أبناء مؤسسة الأزهر العريقة و جاء التقاءه بالحضارة الغربية عندما سافر باعتباره مرشدا دينيا لطلاب بعثة محمد على إلى فرنسا. و يرى طاهر أن لهذا الامر دلالة هامة و هى أن هاجس الحفاظ على الهوية الثقافية وعدم الذوبان فى الثقافة الغربية كان حاضرا فى ذهن المؤسس الكبير للدولة المصرية الحديثة. و الأهم من ذلك برأيه أن الثقافة الغربية عندما قدمت إلى المصريين للمرة الأولى لم تكن نقلا أعمى ، لكنها قدمت لهم من خلال نفس قادرة على التحليل و النقد و البحث فى أوجه التشابه فى التراث مع العناصر الإيجابية فى الحضارة الغربية ، و فى مرحلة أخرى بالتفسير الجديد للتراث الذى تطلب جهدا آخر من رائد أزهرى آخر هو الإمام محمد عبده الذى يعده الكاتب الإسلامى الدكتور محمد عمارة "مجدد الدنيا بتجديد الدين" و رأس المائة الثالثة عشرة فى التاريخ الإسلامى.
و سأتوقف عند أمثلة ساقها الكاتب لبيان مقصده . استند الطهطاوى على التراث الدينى لإحياء مفهوم الوطن الغائب لقرون طويلة عند المصريين فبين لهم أن " حب الأوطان فضيلة جليلة .. و أن مصر أعز الأوطان لبنيها و هى مستحقة برها منهم بالسعى لبلوغ أمانيها و ذلك من ناحيتين : أنها أم لساكينها ، و بر الوالدين واجب عقلا و شرعا على كل إنسان ، و الثانية أنها ودوة بارة بهم ." كما بين لهم أن وحدة الوطن تعنى وحدة أبنائه و المساواة بينهم أيا كان الدين الذى يعتنقونه " أن جميع ما يجب على المؤمن لأخيه المؤمن يجب على أعضاء الوطن فى حقوق بعضهم على بعض لما بينهم من أخوة الوطنية.." و يشير طاهر إلى أن هذه المفاهيم تظل مفاهيم مجردة حتى يتخرج من المدارس – لا ننسى هنا دور الطهطاوى فى وضع سياسة التعليم المصرى فى الدولة الحديثة – عدد كاف من المتعلمين و المثقفين و حتى تظهر الصحف الوطنية و تتصاعد الأحداث لتصهر الوعى الوطنى و توجهه.
يسترسل الكاتب فى تحليله للأحداث التى أدت إلى انصهار هذا الوعى الجديد منها التحالف المركب من الغرب و خلفاء محمد على الذين حكموا مصر على طريقة الدولة العثمانية ذات القناع الدينى ، الأمر الذى أدى إلى غرق مصر فى الديون و إهداء مصر إلى أوروبا قناة السويس التى مات الآلاف من أبنائها أثناء حفرها ، و صولا إلى تعيين وزراء أوربيين فى حكومة مصر بحجة ضمان الوفاء بالديون. فى تلك الفترة ظهر الإمام محمد عبده ليستكمل ما بدأه الطهطاوى فى بعث مفاهيم الوطن و المواطنة و المساواة و الحرية و التى مهدت الطريق للثورة العرابية. فقد كانت رؤية الإمام تأصيلا لمفهوم الدولة المدنية التى تحقق لمواطنيها المساواة و الأمن و الحرية . نفى الإمام " أن تكون فى الإسلام سلطة دينية سوى سلطة الموعظة الحسنة و الدعوة إلى الخير" كما أكد على أن الحاكم فى هذا المجتمع هو حاكم مدنى " واختياره و عزله أمران خاضعان لرأى البشر لا لحق يتمتع به هذا الحاكم بحكم الإيمان .. فأصل من أصول الإسلام قلب السلطة الدينية و الإتيان عليها من أساسها .. لم يدع الإسلام لأحد بعد الله و رسوله سلطانا على عقيدة أحد ، و لا سيطرة على إيمانه ، على أن الرسول عليه الصلاة و السلام كان مبلغا و مذكرا ، لا مهيمنا و لا مسيطرا .. فليس فى الإسلام ما يسمى عند قوم بالسلطة الدينية بوجه من الوجوه .. و لم يعرف المسلمون فى عصر من الأعصر تلك السلطة الدينية التى كانت للبابا عند الأمم المسيحية."
أما السبب الثانى لنجاح جهود قادة التنوير فى بعث مفاهيم جديدة فى الروح و العقلية المصرية أدت إلى احتضان الشعب لمفاهيم الاستقلال عن الدولة العثمانية و أوروبا ، و المساواة فى الحقوق و الواجبات بين أبناء الوطن ، و الحكم النيابى الذى يقيد سلطة الحاكم و يقنن و يشرع الحقوق و الواجبات ، و المحاربة من أجل تحقيق هذه الافكار و التى تمثلت فى ثورة عرابى و ثورة 1919 فيما بعد ، هو نقل الأفكار من دائرة المثقفين و المتعلمين إلى مستوى الوعى الشعبى العام ، فكانت البداية بجهود خطيب الثورة العرابية عبد الله النديم. أسس النديم صحيفة " التنكيت و التبكيت " واختار لتحريرها لغة أقرب إلى العامية ليشرح للناس بلغة بسيطة مخاطر التدخل الاوروبى فى مصر و معنى التمثيل النيابى . و كان إصدار الدستورمعركة أساسية أثناء الثورة العرابية فلجأ النديم إلى إسلوب الخطابة الذى كان بارعا فيه ، فأخذ يجوب أنحاء مصر يخطب فى القرى و المدن الصغيرة يتحدث إلى الناس و يشرح لهم بلغة لا تعقيد فيها العلاقة بين الدستور و بين مشاكل حياتهم اليومية. استغل النديم قدرته على الإقناع و جولاته فى مختلف أنحاء القطر المصرى ليجمع توقيعات الناس على المنشور الموحد الذى كتبه بنفسه للمطالبة بإنشاء البرلمان و العدالة الاجتماعية للفلاحين و الفقراء و حققت الثورة الشعبية النجاح الاقصى لها بإنشاء البرلمان عام 1882 و هو أول برلمان منتخب فى المشرق العربى قام بإعلان أول دستور مصرى
يستكمل طاهر سرده لكفاح قادة التنوير فى إعادة الروح إلى الحياة الاجتماعية و الثقافية و السياسية فى مصر. فيقدم سردا تحليلا للدور الذى لعبه قاسم أمين ( الذى كان تلميذا فكريا للنديم و محمد عبده ) و كتاباته التى مهدت الطريق لتحرر المرأة و سفورها والتى على ما يبدو أنها لاتزال تثير جدلا موسعا فى حاضرنا. و كيف مهد كفاح هذا الجيل إلى ظهور جيل جديد من المثقفين فى سنوات الاحتلال البريطانى لمصر و هو جيل مصطفى كامل و سعد زغلول فى السياسة ، و جيل شوقى و حافظ فى الشعر ، و سيد درويش فى الغناء، الذى أيقظ الوعى الشعبى مرة أخرى فخرجت ثورة 1919 باتحاد الهلال مع الصليب و بخروج المرأة المصرية لأول مرة فى التظاهرات بجانب الرجل و لتنتزع مصر دستورا جديدا. بالكتاب أيضا سردا مطولا لمشروع عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين الفكرى و التعليمى الذى يحتاج إلى عرض خاص لأفكاره الملهمة و لتقديمه تحليلا و توضيحا منطقيا لموقف العميد من الثقافة الغربية .
إذن اثمرت جهود رواد التنوير لأن لأفكارهم جذورا ممتدة فى التراث و لأنهم كانوا بين الناس و كان معترف بهم كقادة طبيعيين للمجتمع على حد تعبير طاهر. و يطرح الكاتب أكثر من سؤال : " ما الذى حدث بحيث أصبحت الثقافة الجديدة التى غيرت وجه الحياة فى مصر فى موقف الدفاع عن النفس؟" كيف صار البعض بعد كفاح قرنين من الزمان يحنون إلى ظلام العصر العثمانى الذى أوشكت مصر فى ظله أن تبيد؟ و كيف أصبح أقطاب التغيير الثقافى منذ الطهطاوى و حتى طه حسين موضع الشك و التجريح بأقلام كتاب تقصر قاماتهم عن أن تحقق عشر معشار ما فعله هؤلاء الرواد العظام لصالح مصر؟ و كيف يجد أمثال هؤلاء آذانا صاغية؟ " أسئلة لا تزال تطرح نفسها بقوة على المشهد المصرى . يمكن صياغة أكثر من محور للإجابة فهناك أسباب إقتصادية و إجتماعية و سياسية اجتهد فى تقديمها الكثير من الكتاب. لكن بهاء طاهر قدم طرحا آخر مرتكزا على عنصر التطور الثقافى وحده ، ملخصه أن مكانة المثقف و أهميته لدى الشعب و لدى القيادة السياسية هى السند الحقيقى لدور المثقف و عمله فى مجتمعه.
يرجع طاهر التراجع الثقافى الذى شهدته مصر إلى فصل المثقفين عن الشعب و عن المساهمة الحقيقية فى رسم حاضر و مستقبل مصر بقيام ثورة 1952 . و يشير الكاتب إلى أن عصر الثورة قد شهد حشدا من عمالقة الثقافة المصرية الحديثة على سبيل المثال لا الحصر طه حسين و العقاد و توفيق الحكيم و محمد مندور و جمال حمدان و نجيب محفوظ و يحيى حقى و يوسف إدريس ، يصفهم طاهر" بكتيبة من المدفعية الثقيلة " لو ترك لهم المضمار فى "معركة التنوير و الحرية " لتغير المشهد المصرى تماما. كان دور المثقف فى العهد الناصرى شرفيا فقد كرم طه حسين و كان رئيسا شرفيا للمجلس الأعلى للآداب و الفنون أما الأمين العام للمجلس فقد كان من الضباط ! أما أن ينفذ مشروع طه حسين التعليمى و الفكرى النهضوى الذى وضع إطاره فى كتابه " مستقبل الثقافة فى مصر" فهو درب من دروب المستحيل، فليس من حق المثقف أن يطرح بديلا و إلا ظهرت العصا بدلا من الجزرة على حد تعبير طاهر. و تكرر النمط ذاته مع غيره من المثقفين.
و يرى الكاتب أن الضربة القاضية التى وجهت للمثقف كانت فى عهد السادات. فإذا ما كان المثقف فى عهد عبد الناصر فردا "مغلوب على أمره" فإن احترام العامة و تقديرهم له كان لايزال موجودا. فقد بدأت الحملة لتشويه سمعة المثقفين و إزدراءهم منذ بداية حكم السادات. فقذفهم بأوصاف مثل " مجموعة الأفندية الحاقدين " و " الشيوعيون الملحدون " ، و فصل منهم من فصل - كان من بين الذين فصلوا فى بدايه عهده توفيق الحكيم و نجيب محفوظ – و عندما اعترض المثقفون على سياساته بعد حرب أكتوبر بدأت الحملة الكبرى فى القضاء عليهم و اقتلاع جذورهم من المجتمع ، و بدأت سياسات غلق الصحف و المجلات و طرد و سجن الكتاب و المفكرين ، و أطلق عليهم مجموعة من الشتامين من الكتاب الأدعياء لوثوا سمعة كل كتاب مصر أمام الجماهير ، مما أدى إلى خروج عدد كبير منهم إلى دول الخليج أو إلى غيرها من منافى الأرض. فكان من الطبيعي أن تجد بعد ذلك كتبا تصدر للهجوم على قاسم أمين و طه حسين و كل المفكرين الذين أخرجوا مصر من منظومة الحكم العثمانى حيث الطاعة العمياء للحاكم الذى هو ظل الله على الأرض. ثم كانت الخطوات اللاحقة من وصف المثقفين بالعلمانيين و الدنيوين و حتى الكفار! بخروج المثقفين الحقيقين تردى مستوى ثقافة الجمهور العام و انفصل المثقف عن جمهوره ، و ظهرت سينما المقاولات و مسرح القطاع الخاص ، و امتلأت الساحة بالمداحين و المنافقين ، و فى ظل هذا التراجع الثقافى العام لا تروج أفكار تلاميذ الطهطاوى و محمد عبده ، بل تروج أفكار لجماعات أخرى وجدت الساحة خالية و مهيئة لنشر أفكارها كجماعة الإخوان المسلمين و جماعات الجهاد الإسلامى .
اثبتت ثورة 25 يناير العظيمة و المفاجئة بالدليل القطعى أن أبناء رفاعة لا يزالوا حاضرين و الجميل أننا لم نسمع أسماءا لامعة و لم نعرف وجوها محددة إلا قليلا .. فهناك جيل بأكمله من أبناء رفاعة بيننا- تتطلب معرفة الروافد المؤثرة فى هذا الجيل بحثا مطولا - لكنها أظهرت أن أنصار منظومة دولة الحاكم المرشد و ظل الإله موجودن بيننا و بقوة و أن دولة الأدعياء و المنافقين لا تزال حاضرة أيضا ، و لكنى على يقين أن أبناء رفاعة سيظلون على عهدهم و سيواصلون جهودهم لتأصيل ثقافة الحرية فى وطننا ، وهذه المرة للأبد بإذن الله.
* أرشح هذا الكتاب للقراءة بشدة ، بل و أتمنى أن يلتفت إليه القائمون على وضع مناهج التاريخ لطلبة المرحلة الثانوية . أضعف الإيمان أن يقرر كقراءة خارجية لأنه يقدم سردا تاريخيا تحليليا معرفيا و ليس سردا معلوماتيا ، و بالتالى يساعد الطالب على فهم الأحداث و تحليلها و ربط النتائج بالأسباب . و انتظروا منى المزيد من التأملات و البحث فى المثقف و دوره.