أحببت الرسوم والقصص وأصبح بإمكاني التعرف على
خطوط الرسامين دون حاجة لقراءة أسمائهم. وأظن أن قصتي مع الكتابة بدأت منذ ذلك
الحين. فقد كانت تبهرني الحكايات وتبهجني الرسومات. وتمنيت لو أن بإمكاني أن أكتب
وأرسم قصصا مثل كل هؤلاء الكتاب والرسامين. لم يكن لي حظ في الرسم بالرغم من بعض
المحاولات التي لم تكن بالسيئة، إلا أن الكتابة ظلت عشقي الأكبر وإن ظللت اغبط
الرسامين غبطة إعجاب وتقدير. كما تمنيت أن التقي ببعض من هؤلاء الكتاب
والرسامين الذين منحوني البهجة وساهموا في تشكيل وجداني وفتحوا لي أفاقا رحبة من
المعرفة خاصة بهجت عثمان ومحيي الدين اللباد رحمهما الله. وبالفعل سعيت أثناء فترة
عملي مقدمة برامج بالإذاعة المصرية أن التقي بهما وقد حالفني الحظ ونجحت في ذلك. وكان
للقائهما رحمهما الله أثر طيب في روحي لا يمحى. وظل شغفهما بعملهما وعمق أفكارهما
التي يكتبون عنها ويرسمونها في بساطة متناهية أمرا ساحرا بالنسبة لي. وهنا مرت
مشاهد أخرى من الذاكرة.. ابتسامة العم بهجت عثمان التي أنارت وجهه وهو يتحدث بشغف
طفولي بريء عن رسومه وحكاياته وأحلامه للأطفال، وإهداء وتوقيع باسمه على كتابه
القريب من روحي (صداقة بلا حدود) إلى لبنى صديقة قديمة جديدة.. بهاجيجو..وهدوء
صانع الكتب اللباد وصوته الخفيض الذي بالرغم من هدوءه كان يحمل شلالا هادرا من
الأفكار والرؤى.. يحكي لي عن كتابه (كشكول الرسام) ويريني لأول مرة نسخته
الإنجليزية التي أعجبتي لوجود النصين العربي والإنجليزي معا ليتمكن الأطفال غير
الناطقين بالعربية من معرفة شكل الكتابة العربية..ويعتذر بشدة أن ليس بحوزته نسخة
أخرى ليمنحها لي ويهديني كتابا أخر صدر له حديثا لرسوم الكاريكاتير..وتمر الأيام
واتمكن من شراء نسخ لكشكول الرسام في طبعته الإنجليزية من موقع أمازون وأهدي نسخة
لمكتبة مدرسة ابنتي بأمريكا.
أكمل تصفح أوراق قصصي.. صحيح ليست تلك تجربتي
الأولى في النشر..لكنها التجربة الأكثر قربا إلى قلبي.. تحمل بهجة أمومتي التي
انتظرتها طويلا..فقد أعادتني نور لبهجة شراء وقراءة كتب الأطفال..اعادتني إلى بهجة
الاكتشاف وبراءة المشاعر..والهمتني تحقيق حلمي..( نور تسأل) مستوحاة من حوارتي
اليومية مع ابنتي نور التي علمتني أن اوقف الزمن الصاخب من حولي لأتأمل الكون
والحياة مجددا..بأسئلتها وتعليقاتها وزمنها الطفولي المرح الحر الذي تدافع بقوة
عنه بشكل يبهرني ضد زمننا المقيد واللاهث والمتطاحن والقاسي. ليحفظ الله نور وليحفظ
كل الأطفال وليمنحنا القدرة كي نعطيهم أملا ومستقبلا وسط كل هذا الجنون.

أهنئك يالبنى على صدور كتبك للأطفال ، واعتقد هذا النوع من الكتابة هى الاصعب فهى تحتاج لمزيج من البساطة والعمق فى الوقت نفسه ..لك مودتى
ReplyDeleteشكرًا يا ايناس للتهنئة الرقيقة.. وتحياتي وتقديري دوما عزيزتي.. ويارب اطمن عليكي دايما
ReplyDeleteألف مبروك.. كلام مؤثر..وفكرة جميلة بالتوفيق
ReplyDeleteشكرا للتهنئة والمرور الكريم
ReplyDeleteمبروك يا لبنى ... أحييك على دأبك الحثيث لتحقيق حلمك وقدرتك الرائعة فى التعبير عن أحاسيس وأفكار الملائكة الصغار بمنتهى الرقة مما يعتبر السهل الممتنع ... تحياتى وامنياتى الدائمة بالتوفيق
ReplyDelete@اشكرك يا ايمان انك منحتي المدونة بعضا من وقتك.. وأشكر لك كلماتك الطيبة وامنياتك الحلوة:)
ReplyDeleteشكرا لبنى
ReplyDeleteشكرًا لك فدوى العزيزة:)
ReplyDelete