Sunday, October 14, 2012

العيش في حلم أبد الدهر


Painting by Swiss artist Etienne Delessert
لطالما اقتحمتني تلك اللوحة على بساطتها تصور غلاما يجلس مسترخيا على ظهر بجعة تسبح في نهر، يبدو الغلام مستغرقا في قراءة كتاب مرتديا تلك القبعة العجيبة لرأس حيوان أسطوري والقمر يضوي في السماء. أغبط ذلك الغلام الذي نسج عالمه الخاص بعيدا عن أي صخب، وأتخيله ساحرا صغيرا يحول ما يقرأه إلى حقيقة أشبه بحلم يعيش فيه أبد الدهر.

Monday, October 1, 2012

ماما..هلا هدأت قليلا؟



ترفض نور الامتثال بهدوء إلى جدولي الزمني الذي أضعه لتنظيم أنشطة ومهام اليوم..تعبرعن رفضها بطرق شتى..تغضب حينا عاقدة حاجبيها ومفصحة عن ما بداخلها من رفض بكلمات تخرج من فمها متلاحقة كطلاقات المدفع " لا أحب كل شىء بسرعة "، وتتباطأ عمدا في حركتها حينا أخرعندما أنبهها في المساء باقتراب وقت النوم أو في الصباح باقتراب رنين جرس المدرسة، وفي أحيان أخرى تبدأ معي جدلا عن الحكمة من الذهاب باكرا إلى المدرسة فهي تحب أن تلعب قليلا في الصباح أو أن تكمل القصة التى بدأت فى تصفح أوراقها بالأمس. تريد نور وقتا خاصا بها..لا تريد روتينا يوميا سريعا.. تريد أياما بلا اندفاع.. بلا ضغط.. بلا صخب، وكأنها تدافع عن زمنها الطفولي ضد زمن الكبار الذي أفرضه عليها..ألوم زمني السريع وتتأرجح ثقتي في ذاتي..فأنا لا أعلم حقا أيًا منا على صواب..أمضيت نصف عمري أركض لاهثة خوفا من الوقت.. ومازال ينهكني الركض..تقف نور تتأملني للحظات وأنا أقوم بحركات مكوكية..أنتهي من ترجمة الفقرة الأخيرة من المقال الذي ينبغي تسليمه غدا..أعيد ترتيب الطاولة سريعا..أجري مكاملة هاتفية لتأكيد موعد صباحي..أتذكر أن علي وضع الملابس في المجفف فأذهب مسرعة لوضعها..تأتيني خاطرة فأبحث عن دفتري لتدوين الفكرة قبل أن تهرب..أفتح الثلاجة لأقوم بحصر الأشياء التي ينبغي شراؤها في الغد.. تباغتني نور قائلة: ماما هلا توقفت؟ هلا هدأت قليلا؟  تعالي لوني معي في كتاب التلوين! انظر إلى ساعة يدي وأخبرها بأن موعد النوم قد حان..تستعطفني صغيرتي قائلة: "أرجوكي لوني معايا شوية".."إنتي على طول على طول بتجري"..افكر للحظات..اخلع عني ساعة اليد..وأبدأ في التلوين.

نور حياتي وملهمتي الصغيرة نور..ستمضي بنا الأيام كعادتها سريعا وسنتبادل الأدوار..ستركضين سريعا في كل حدب وصوب..تصارعين الأيام وتصارعك..وربما لن يكون بإستطاعتي ملاحقتك..وسأطلب منك مستجدية أن تتوقفي وتهدأي قليلا ربما لنشرب معا كوبا من الكاكاو الساخن الذي تحبينه كثيرا لتحكي لي عن ما يؤرقك ويشغل بالك..ولكم آمل أن تُلبي ساعتها رجائي..وأن نتحدث معا حتى يسرقنا الوقت.